الحسن الثاني |
غدا السادس من نوفمبر تحل الذكرى 49 للمسيرة الخضراء، الملحمة التاريخية التي جسدت أروع صور التلاحم، بين العرش والشعب، من أجل إستكمال الإستقلال الوطني، وتحقيق الوحدة الترابية للمملكة المغربية.
ذكرى وطنية مجيدة يخلدها الشعب المغربي من طنجة إلى الكويرة بكل مظاهر الإعتزاز والإكبار، وفي مثل هذا اليوم الخامس من نوفمبر، أعطى جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني ثاني طيب الله تراه، في خطابه التاريخي بأكادير الإشارة لإنطلاق مسيرة فتح الغراء، نحو الأقاليم الجنوبية للمملكة، بأسلوب حضاري سلمي فريد من نوعه في العالم.
فكانت المسيرة الخضراء تجسيدا لا نظير له في تشبت المغاربة قاطبة بصحراءهم المغربية وعرشهم العلوي المجيد، ونستحضر هذا الحدث الذي يعد من أغلى الذكريات الوطنية المجيدة.
الخامس من نومبر إحتفال بيوم الإعلان عن إنطلاق المسيرة الخضراء المضفرة، حدث تاريخ وثق تأكيد سيادة المغرب على صحرائه، مسيرة مظفرة توحدت فيها كافة مكونات الشعب المغربي، بأطياب قواه الحية تلبيتا لنداء الوطن والملك، وراء رئيس المسيرة الخضراء السلمية، جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه.
يوم مشهود إستعدت فيه حشود المواطنين البالغ عددهم، 350 ألف شخص سندهم إصدار محكمة العدل الدولية بلاهاي رأيها الإستشاري، معترفا بحق المغرب في صحرائه، معللا ذلك بكون هذه الربوع لم تكن يوما أرضا خلاء، وأن هناك روابط بيعة متجذرة بين سلاطين المغرب، وبين أبناء الصحراء المغربية.
الذكرى الحدث محطة تاريخية، توجه خلالها المتطوعون صوب الأقاليم الجنوبية، بإيمان قوي لإسترجاع حقهم المسلوب مسلحين بالمصاحف والأعلام الوطنية، وبأسلوب حضاري سلمي بصم محطة في تاريخ المغرب.
اليوم نستحضر ذكرى خطاب جلالة الملك، المغفور له الحسن الثاني، طيب الله تراه للإعلان عن إنطلاق المسيرة الخضراء
شعبي العزيز غداً إن شاء الله، ستخترق الحدود، غداً إن شاء الله، ستنطلق المسيرة، غداً إن شاء الله، ستطؤن أرضا من أراضيكم وستلمسون، رملا من رمالكم، وستقبلون أرضا، من وطنكم العزيز.
أتخدت الترتيبات ليتوجه المتطوعون بإرادة قوية مؤمنين بعدالة قضيتهم، معبئ بنظام وإنتظام، في إنتظار اليوم الحاسم للإنطلاق صوب الأقاليم الجنوبية، لتحريرها من براثن الإحتلال الإسباني.
ويأتي تخليد الذكرى 49 للمسيرة الخضراء المظفرة، تزامنا وإكتساب المغرب تأييد دوليا كبيرا ومتزايد، نصره لملف وحدته الترابية، أخرها قرار مجلس الأمن الدولي، 27 56 الذي يمدد ولاية المينورسو، لمدة سنة ويجدد دعم المبادرة المغربية للحكم الذاتي، التي قدمتها المملكة سنة، 2007.
في مقابل إنهيار مناورات الخصوم، القرار الأخير لمجلس الأمن المتعلق بصحراء المغربية، نتاج مجهود دبلوماسي كبير، في سياق تراكم مجموعة من المكتسبات الجيوسياسية الهامة والإختراقات الدبلوماسية.
وفي ظل الدينامية التي يشهدها ملف الصحراء المغربية، وتزايد نطاق الدعم للمقترح المغربي للحكم الذاتي، القرار الأخير لمجلس الأمن بدوره يكرس هذه الدينامية، ويحافظ على المكتسبات التي راكمتها المملكة المغربية الشريفة، قرار يعزز سمو المبادرة المغربية للحكم الذاتي، بوصفها الأساس الوحيد والأوحد لحل هذا النزاع الإقليمي المفتعل.
قرر مجلس الأمن يعطي للمرة السابعة عشر، الأفضلية لمبادرة الحكم الذاتي، التي إقترحها المغرب كحل جاد ودى مصداقية وقاعدة أوحد، للتفاوض حول حل سياسي تحت السيادة المملكة المغربية.
قرار مجلس الأمن حظي بمصادقة 12 صوتا، وإمتناع إثنين عن التصويت، فيما لم تشارك الجزائر في التصويت، أما فرنسا فجددت التأكيد أمام أعضاء مجلس الأمن الدولي، أن حاضر ومستقبل الصحراء، يندرجان في إطار السيادة المغربية.
وقال مندوب فرنسا الدائم لدى الأمم المتحدة، نيكولا دي رفيير، أن مستقبل وحاضر الصحراء لا يمكن أن يكون إلا تحت السيادة المغربية، ومبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هي الحل الوحيد لهذه القضية، دعمنا لهذه المبادرة المغربية واضح وثابت، ونعتقد أن هذا هو الأساس الوحيد للوصول الى حل سياسي عادل ودائم ومتفاوض عليه.
مجلس الأمن يأتي ليتوج الجهود الدبلوماسية للمملكة المغربية ، للطي النهائي لهذا النزاع المفتعل، جهود أثمرت، إقناع المنتظم الدولي بعدالة القضية ومشروعية مبادرة الحكم الذاتي.
ويشير كذلك إلى المستجدات المتعلقة بمزيد من الدعم، والتأييد كذلك لمقاربات الحكم الذاتي، وهذا يخلق آفاق سياسية يسعى من خلاله مجلس الأمن، إلى التسريع بعملية إيجاد حل سياسي لهذا النزاع المفتعل.
في الوقت الذي يترافع المغرب على عدالة القضية، في المنتظم الدولي وبدعم من أصوات دولية وازنة يوصل في الآن نفسه بناء المسار التنموي للأقاليم الجنوبية، وإطلاق مبادرات ستعزز التنمية في القارة الإفريقية.