المركب البحري للقصر الصغير وبالتحديد مدرسة الغوص التابعة للبحرية الملكية، هنا حل تلاميذ ضباط السنة الرابعة للاكاديمية الملكية العسكرية، باغراض التمرن على الوسط المائي والعمل فيه بكل فعالية.
التدريب يشمل تمارين على الإقتحام، وإنقلاب الزورق، والإنزال البحري، في إطار مهام خاصة، بالنسبة للتلاميذ الضباط أنها مرحلة مهمة في تكوينهم، فرصة لتطوير مهاراتهم خاصة، في مجال التحمل ومقاومة الظروف القاسية، في البحر أثناء الغوص والعمليات البرمائية.
إعداد وتنفيذ هذه التداريب، سخرت لها كل الوسائل اللازمة، بهدف تهيئة التلاميذ الضباط، على تجاوز العقبات المتعلقة بالوسط المائي والتأقلم معه، وتهدف هذه التمارين إلى إكتساب وتطوير مهارات، وكفاءات تكتيكية وعملياتية مهمة للمتدربين.
إجتياز كل هذه التمارين، يتطلب ميزات وتداريب خاصة، بالنسبة للتلاميذ الضباط، فالامر معهود حيث أنهم يخضعون خلال مدة تكوينهم بالأكاديمية الملكية العسكرية، وخاصة السنة الرابعة إلى برنامج إعدادي مكثف.
عند وصولهم إلى مدرسة الغوص بالقصر الصغير، يتم رش التلاميذ الضباط بخراطيم المياه، وهذه العادة تعتبر من الأعراف والتقاليد العريقة للبحرية الملكية، إثر ذلك يتم إختبار جاهزية المتدربين في السباحة.
يخضع متدربون خلال مدة إقامتهم بمدرسة الغوص، إلى برنامج يومي مكثف، يركز بشكل كبير على الإعداد البدني والدهني للمتدربين، فمنذ الصباح الباكر يتوجه متدربون إلى الشواطئ المجاورة، للتمرن على الوسط المائي، ويخضع تلاميذ الضباط، إلى تمرين خاص يسمى الإقتحام.
ونظرا لأهميتها في المجال البحري، يتمرن التلاميذ على مختلف العقد في ورشة مخصصة لهذا الغرض، يحاول مدرب تعليم التلاميذ الضباط، كيفية إتقانهم لمختلف أنواع العقد، وغيرها من التقنيات المستخدمة، في مجال البحري سواء لربط المعدات تأمين الحمولة، أو تنفيذ المناورة في البحر.
إثر ذلك يشرع التلاميذ الضباط، في التمرن مطولا من أجل التكيف وفي كل الأوقات مع البيئة المائية، مع التركيز على الغوص الساكن، وحركة السباحة، ويعتبر هذا التمرين ضروري لتطوير راحتهم وثقتهم في الماء، بالإضافة إلى تحسين تقنية السباحة لديهم.
وفي نفس الوقت يتعرف المتدربون على معدات الغوص، ويكتسبون مهاراتهم من شأنها تعزيز قدرتهم على العمل بأريحية وأمان في الوسط المائي.
خلال أداء مهمتها يمكن أن تتعرض أي قوة بحرية، إلى حوادث كثيرة محفوفة بالمخاطر، منها إنقلاب الزورق وفي كل الأحوال، يجب أن لا يشكل هذا عائقا للإتمام المهمة، في هذا الصدد تهديف ورشة إنقلاب الزوارق المطاطية، إلى التعليم المتدربين كيفية التمويه، والتعامل بسرعة في حالة إنقلب زورقهم في البحر.
ويعد هذا التمرين ضروريا لإعداد المتدربين لمواقف طارئة، من خلال تطوير قدرتهم على إستخدام البيئة لصالحهم، وهذا من شانه ضمان سلامة الطاقم وإستمرار المهمة في كل الأحوال، حيث يحاول متدربون تنسيق جهودهم، لإعادة الزورق للوضعية العادية، مع التركيز على إدارة التوتر والعمل الجماعي، وهما عنصران أساسيان في أي مهمة عسكرية
عرفت هذه الدورة كذلك تنظيم تمرين لانزال قوة بحرية خاصة، عبر مروحية عسكرية بإستخدام تقنيات ولوازم خاصة.
في ختام تداريبهم يتم نقل المتدربين، عبر زوارق مطاطية إلى فرقطتي البحرية الملكية، المشاركة في التدريب حيث سيقضي المتدربون، يوما كاملا على مثنيهما.
الظروف المناخية غير سهلة، ولكن رغم ذلك تمكن التلاميذ الضباط، من المشاركة في مجموعة من التمارين، بعد تجاوز بعض الصعوبات المتعلقة بالتأقلم مع البحر.
بعد يوم على متن الفرقطتين، يودع التلاميد الضباط الطاقم، ويستعدون للنزول في زوارق في عرض البحر، حيث سيقومون بعمليات إنزال على الشاطئ، هذا التمرين يعتبر أساسيا للتعرف على العمليات المشتركة، بين القوات البحرية والمكونات الأخرى للقوات المسلحة الملكية.
ولضمان إنزال سلس وفعال، يحرص المتدربون على التنسيق الفعال، مع مختلف الوحدات للتمكن من العمل كفريق واحد، في بيئات متغيرة ومعقدة.
ولتعرف على عن مدى التمكن التلاميذ الضباط، من التكيف والتعامل بفعالية مع الوسط المائي، يحل اللواء مدير الأكاديمية، بمدرسة الغوص التابعة للبحرية الملكية، ليتابع عن كثب سير الدورة التكوينية، ويلتقي مع مجموعة من المؤطرين والتلاميذ الضباط.
وستبقى هذه التجربة لمحة عن التحديات الحقيقية، التي قد تواجه ضباط المستقبل في ميادين القتال، وتعزز من قدرتهم على تنفيذ المهام بنجاح، مخلصين لشعارهم الخالد، الله الوطن الملك.